ندرس وما زال يدرس أن العلاقة بين الزمن والتكلفة في المشاريع هي علاقة وطيدة ، ويكثر الحديث والشرح أن التقليل من مدة المشروع CRUSHING يسبب في زيادة تكلفة المشروع وهي معلومة صحيحة لا جدال فيها .
ولكن بالعودة إلى الدراسة التي وضعت على أساسها تلك النظرية ، فإنه عند التخطيط للمشروع يتم دراسة أفضل مدة زمنية OPTIMUM كما تم شرحه في المدونة : ( أنواع التكلفة Types of Costs . https://spmc357.com/2020/10/11/example-post-2/ )، ومنها يتم دراسة أقل تكلفة وبالتالي عند تقليل مدة المشروع CRUSHING سيؤدي إلى زيادة التكاليف .
وهنا نعود ونفكر .. ماهو حجم المشاريع التي يتم فيها دراسة المدة الزمنية على أن تكون OPTIMUM ذات الأقل تكلفة ! أغلب المشاريع إن لم يكن جميعها في بلدنا يتم وضع خطة المشروع من الأعلى إلى الأسفل ، أي أن تاريخ بداية وتسليم المشروع يتم وضعها من الإدارة العليا وأصحاب المصلحة ويقوم مهندسو التخطيط بعد ذلك بعمل جداول زمنية بناء على تلك المعطيات المتفق عليها تعاقدياً ؛ وبالتالي فإنه فائدة المعلومة أعلاه ذات نطاق محدود .
ولكن ،،هناك مشكلة أكبر تواجه الكثير من الشركات الصغيرة والمتوسطة ، وهي مخاطرة التأخر في تسليم المشروع.
حيث إن فكرة تأخير مدة المشروع هي عبئ على المالك فقط ليست صحيحة ؛ بل قد تكون تبعاتها على المقاول نفسه أكبر من الناحية المادية بالإضافة إلى نواحي أخرى ، حيث أن التأخر في تسليم المشروع يعني أن هناك الكثير من المصاريف الثابتة Fixed cost كالرواتب ستستمر ويتجاوز مبالغها ما هو مخطط له للبند ، وأن تأخير صرف المستخلصات من المالك قد تكون أيضاً عوائدها جسيمة على المقاول من حيث عدم قدرته على توفير المواد وبالتالي ضعف الانتاجية وتأخر المشروع وزيادة المصاريف الثابتة عن المخطط له .
ما مدى تأثر التأخر في المشاريع على التكاليف الثابتة والمتغيرة والتكاليف المباشرة وغير المباشرة ؟
كما تحدثنا في مدونة [ أنواع التكلفة (Types of Costs) https://spmc357.com/2020/10/11/example-post-2/ ] هناك أربعة أنواع من التكلفة كالتالي :
- التكلفة المباشرة والمتغيرة : لن تتأثر بتأخر المشروع ( مثل المواد ) ، لأنها تعتمد على الوحدة للعمل UNIT .
- التكلفة المباشرة والثابتة : تتأثر بتأخر المشروع مثل رواتب العمال.
- التكلفة غير المباشرة والثابتة : تتأثر بتأخر المشروع مثل رواتب مهندسين المشروع ، وايجار المعدات مثل الرافعات cranes .
- التكلفة غير المباشرة والمتغيرة : وهي غالباً ماتكون أقلها تكلفة وغالباً لا تتأثر بتأخر المشروع كاستهلاك الكهرباء للمكاتب في المشروع واستهلاك المياه (اذا تم فصل القيمة الثابتة عن القيمة المتغيرة).
وبذلك يمكن ملاحظة أن التكلفة الثابتة سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة تتأثر بعامل الزمن ، وعندما نتحدث عن توقف المشروع بشكل كامل ؛ فإن الشركة قد تعتمد إلى تحويل مواردها إلى مشاريع أخرى وبالتالي فإن رواتب العمال والمهندسين (كتكاليف ثابتة مباشرة وغير مباشرة) ستنتقل إلى ميزانية المشاريع الأخرى ، وهناك تكاليف غير مباشرة ثابتة كايجار مستودع للمشروع ستستمر رغم التوقف .
ولكن عندما نتحدث عن تأخر المشروع لأسباب ضعف الانتاجية وهي المشكلة الكبرى في أغلب المشاريع ، فإن المشروع سيتحمل تكاليف ثابتة باهظة بسبب الانتاجية ضعيفة ، وهو ما يسبب في خسائر المشروع ، كما يوضحه الرسم البياني الخاص بالمدونة .
هل الأفضل في المشاريع الاعتماد على التكاليف الثابتة أم المتغيرة للشركات الناشئة والمتوسطة ؟
هنا علينا دراسة حجم المخاطرة في ذلك العمل ، تمتاز التكاليف الثابتة Fixed Costs أنها أقل تكلفة ولكنها أكثر مخاطرة لأنها تتأثر بعامل الانتاجية والزمن معاً ، وتمتاز التكاليف المتغيرة Variable Costs على أنها أقل مخاطرة ولكنها أكثر تكلفة ..
فقيامنا بالعمل بمواردنا الخاصة في المشروع قد يوفر علينا الكثير من المال ، ولكن هناك مخاطرة أن ضعف الانتاجية سيؤثر علينا سلباً وأن عدم توفر مشاريع أخرى قد يؤثر علينا أكثر ، وأما تسليمنا العمل لمقاول من الباطن سيكلفنا مال أكثر ولكن تأخر المشروع لن يضرنا كثيرا في هذا البند لأنها تعتمد فقط على عامل الانتاجية .